اليوم اشرقت الشمس على اسئلة تدور بخاطرى لم تستطع المهام اليومية ولا اعباء العمل ازاحتها عن عقلى واسقاطها كغيرها من الاسئلة فى بقعة السراب خلف الوعى حيث اترك كل افكارى معلقة لعلى اعود ليها يوما متسلحة باجوبه.
باغتانى برودة اطرافى فى هذا الجو الحار و انا اتسائل لماذا؟ لماذا حين يرحل عنا احدهم يترك هذا الفراخ المتجمد داخلك و الذى تشعر معه ان القطب الجنوبى يزحف على قلبك - أ رغبة منا ان نحتفظ باللحظة الاخيرة معهم محفوظة بداخلنا؟- سؤال اخر يباغتنى ، يالة من يوم طويل ....
ليس الرحيل حقا هو ما يؤلمنا بل هى الاشياء الصغيرة التى تغزل فى حنايا ذاكرتنا و التى تهاجمنا بشراسة بعد رحيلهم ، قهوتنا الصباحية معا المحلاة باتسامتك ، كوب الشاى بلبن من يد الوالدة قبل الخروج للمدرسة ، الحض الدافىء فى لحظات الحزن ، المكان الذى كنت تشغلة فى قلبى و عادا خاويا من بعدك ، فلمنا المفضل ، اغنيتنا التى اعتدنا الرقص عليها ، حتى خلافاتنا تعود لتملائنا بالاسى و الندم - ليتنا لم نختلف يوما - لا اذكر اخر شجار لنا ولا اذكر لماذا اختلفنا كل ما احتاجة الآن ان اضمك الى وكفى .
"فى يوما ما سنفارق " تصدمنى هذه العبارة كثير لماذا لم استعد وانا التى كنت اظن انى اتقنت التحصن ضد الرحيل و تعلمت من سنوات عمرى الاولى ان الفقد هو من اساسيات الحياة حين فقد اول شخص تعلقت به ، فصرت اخشى التعلق بمن احب - لكن كيف السيبل الى ذلك- فتحولت الى رغبة هائلة بالبوح لهم بحبى و مشاعرى و ان اعيش معهم فى اليوم الف حياة فمن يدرى من يفارق غدا.
اتوقف على مقاومة الذكريات التى اجتاحتنى كأعصار هذا الصباح و انا اتذكرك فأنت اخر من رحل عنى وما زالت التفاصيل حاضرة بقلبى ، احمد الله انى اليوم أعمل من المنزل ، تدور فى رأسى اغنية لام كلثوم اتذكر اول مرة اكتشف فيها انك تحب الست مثلى يرن صوتك فى اذنى " طبعا فى حد ما بيحبهاش " يعلو صوت اللحن فى اذنى
ياحبيبي طاب الهوى ماعلينا
لو حملنا الايام في راحتينا
صدفه اهدت الوجود الينا
واتاحت لقاءنا فالتقينا
لو حملنا الايام في راحتينا
صدفه اهدت الوجود الينا
واتاحت لقاءنا فالتقينا
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر
فتعال احبك الآن اكثر
فتعال احبك الآن اكثر
ابحث عنها و اديرها لا سمعها على الكمبيوتر الخاص بى اقبض على فنجان القهوة بيدى و استمع الى الاغنية تختلط دموعى برشفات القهوة ابتلعهم فى صمت و استلسم للذكريات
------------------
فاطمة الزهراء محمد
٢٩ يونيو ٢٠١٣