Monday, September 18, 2017

باطل بحكم الورق ... اليوم 16

بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاطل .... بحكم الورق

لامفر من التعامل مع الهيئات و المصالح الحكومية فى بلدنا العزيز مصر فى مرحلة ما إن لم يكن كل مراحل حياتنا وذلك إما لاستخراج اوراق رسمية أو انهاء اورقاء او التقديم بأوراق اخرى لجهه ما .... الخ ، فهناك علاقة وطيدة بينا وبين الاوراق فنحن نعيش فى "عالم ورق" كما قالت الفنانه نيلى فى إحدى فوازيها.

وحديثى اليوم عن وثيقة مهمة جدا تدفع فيها الكثير لتحصل عليها وأذا فكرت يوما فى انهائها ستدفع الكثير أيضا ألا وهى وثيقة الزواج.

تخيلوا معى الموقف التالى وهو موقف حدث بالفعل " يقوم أب وأم بالتقديم لابنائهم بالتقدم بطلب لاستكمال دراسة احد ابنائهم فى جه عسكرية ، وكعادة هذه الجهات تطلب الوثائق التى تثبت مصرية الابوين -طبيعى- ومن ضمن الاوراق المطلوبة وثيقة الزواج - طبيعى للتأكد- وشهادات الميلاد وشهادة الشهود ... إلى اخره من الاوراق حتى الآن لايوجد امرا يدعو للتعجب والاستغراب والامور تسير فى مجراها الطبيعى حتى تلك اللحظة لاستخراج نسخة من وثيقة الزواج لتقديمها؛ عندها حدث لم يكن متوقعا فى الحسبان اسم الزوجه فى الوثيقة المستخرجة لايطابق اسم الزوجة الحقيقى فلقد وجد الزوج بعد عشرة العمر أنه متزوج من اخرى نتيجة لغلطة موظف حول حرف من الاسم من الهاء الى النون ... "مش جوزى!!" هكذا تلقت الزوجة الخبر فى حالة صدمه ...
إلى هنا تنتهى حكاية الورقة العجيبة ودعونا نترك الزوج والزوجة لقصة كفاحهم لتصحيح خطأ الموظف فى التسجيل.. فانا هنا لا اريد الحديث عن ذلك ، ربما فى موقف آخر، لكن ما اريد الحديث عنه حقا هو معنى واهمية وثيقة الزواج .

وثيقة الزواج هى - فى رائى - ورقة توثق عقد القرآن بين رجل وأمراة اتفقا على أن يكملا حياتهم معا إلى أن يشاء الله، يتم كتابتها امام الشهود وطبعا وجودها لاينفى الحاجة لاشهار الزواج . وهى ورقة اثبات وذلك فى حالة وجود الابناء لتسجيلهم تفيد فى حالة الميراث ... لن اتدخل فى كل المسائل القانونيه الخاصة بالوثيقة لكن، ما يعنيى حقا هو ما قبل تسجيل الوثيقة وهو الوعد ، أجل الوعد حين يتخذ رجلا عهدا على نفسة ان يتزوج من امرأة و يتعاهدا على ذلك وهذا لايسجل على ورق وربما لايشهد عليه أحد الا الله.

وكثيرا ما نرى من يخلف العهد فقط لانه غير مثبت على الورق وكأن ما يجمعهم لا يشكل اى اهمية الا اذا صارا موثقا!! على الرغم أنه قديما لم يكن الزواج يوثق على ورق ، ربما بطرق اخرى لكن ليس الورق. و أنا هنا لا اتحدث عن علاقة لم تكتمل لان الطرفين وجدا أن استكمال الحياه صعبا لان طبائعم مختلفة لكن اتحدث عن فئة اعتادت اطلاق الوعود بلا اى شعور بأهمية وتأثير هذا الوعد على حياه الاخر رجلا كان او امرأة فقط للدخول فى علاقات تحت اى مسمى وكثيرا ما نشهد ذلك فى مجتمعنا مما يدفعنى للتسأول ايهم اقوى الوعد ام العقد؟

لا أدرى ما رأيكم ايهم أقوى العهد أم الورقة؟!

#تحدى_365_يوم_كتابة
#فاطمة_الزهراء

اليوم 16