Saturday, June 29, 2013

رحيل



اليوم اشرقت الشمس على اسئلة تدور بخاطرى لم تستطع المهام اليومية ولا اعباء العمل  ازاحتها عن عقلى واسقاطها كغيرها من الاسئلة فى بقعة السراب خلف الوعى حيث اترك كل افكارى معلقة لعلى اعود ليها يوما متسلحة باجوبه. 
باغتانى برودة اطرافى فى هذا الجو الحار و انا اتسائل لماذا؟ لماذا حين يرحل عنا احدهم يترك هذا الفراخ المتجمد داخلك و الذى تشعر معه ان القطب الجنوبى يزحف على قلبك - أ رغبة منا ان نحتفظ باللحظة الاخيرة معهم محفوظة بداخلنا؟- سؤال اخر يباغتنى ، يالة من يوم طويل .... 
ليس الرحيل حقا هو ما يؤلمنا بل هى الاشياء الصغيرة التى تغزل فى حنايا ذاكرتنا و التى تهاجمنا بشراسة بعد رحيلهم ، قهوتنا الصباحية معا المحلاة باتسامتك ، كوب الشاى بلبن من يد الوالدة قبل الخروج للمدرسة ، الحض الدافىء فى لحظات الحزن ، المكان الذى كنت تشغلة فى قلبى و عادا خاويا من بعدك ، فلمنا المفضل ، اغنيتنا التى اعتدنا الرقص عليها ، حتى  خلافاتنا تعود لتملائنا بالاسى و الندم - ليتنا لم نختلف يوما - لا اذكر اخر شجار لنا ولا اذكر لماذا اختلفنا كل ما احتاجة الآن ان اضمك الى وكفى .
"فى يوما ما سنفارق " تصدمنى هذه العبارة كثير لماذا لم استعد وانا التى كنت اظن انى اتقنت التحصن ضد الرحيل و تعلمت من سنوات عمرى الاولى ان الفقد هو من اساسيات الحياة حين فقد اول شخص تعلقت به ، فصرت اخشى التعلق بمن احب - لكن كيف السيبل الى ذلك-  فتحولت الى رغبة هائلة بالبوح لهم بحبى و مشاعرى و ان اعيش معهم فى اليوم الف حياة فمن يدرى من يفارق غدا. 
اتوقف على مقاومة الذكريات التى اجتاحتنى كأعصار هذا الصباح و انا اتذكرك فأنت اخر من رحل عنى وما زالت التفاصيل حاضرة بقلبى ، احمد الله انى اليوم أعمل من المنزل ، تدور فى رأسى اغنية لام كلثوم اتذكر اول مرة اكتشف فيها انك  تحب الست مثلى يرن صوتك فى اذنى " طبعا فى حد ما بيحبهاش "  يعلو صوت اللحن فى اذنى   

ياحبيبي طاب الهوى ماعلينا
لو حملنا الايام في راحتينا
صدفه اهدت الوجود الينا
واتاحت لقاءنا فالتقينا
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر
فتعال احبك الآن اكثر

ابحث عنها و اديرها لا سمعها على الكمبيوتر الخاص بى اقبض على فنجان القهوة بيدى و استمع الى الاغنية تختلط دموعى برشفات القهوة ابتلعهم فى صمت و استلسم للذكريات 


------------------ 

فاطمة الزهراء محمد 
٢٩ يونيو ٢٠١٣ 

Tuesday, June 25, 2013

140 حرف

ياااااااااه اليوم شديد الحرارة ، يارب صبرنا، هكذا احدث نفسى و انا اخطوا مسرعة قدر ما يستطيع جسدى المنهك تحت لهيب الشمس ان يهرب من حرارتها و تتسارع الافكار الى رأسى الواحدة تلو الاخرة تدفع الدم الى عروقى فاسرع الخطى فى نشاط يدب فى فجأة فقط بضع خطوات و اصل الي المنزل .... يااااااااااااه اخير المنزل فى شغف ادير المفتاح فى الباب لا اطيق الانتظار صبرا تتسارع دقات قلبى اكثر و يمتلىء جبينى بالعرق لا ادراى من الحر ام من سبب اخر -لا يهم - المهم انى وصلت اخيرا للمنزل و قبل ان ارتشف بعض قطرات من الماء لتروى عطش اليوم الطويل تهرع يدى لهذا الزر السحرى فاضغط عليه بكل حماس و اراقب فى شغف ان تضيىء انواره لتفتح لى ابواب واحتى الوارفة الآن استطيع التغريد .

" يااااااااااااااه الدنيا حر جدا يارب صبرنا عاملين ايه فى الحر ده ، مش عارفة ها نعمل ايه بعد كدا فى الشهور الجاية" لم اتعد الحد صرت اكثر احترافا الأن فى التعبير عما يدور بخاطرى بأقل عدد من الكلمات تعلمت قواعد اللعبة مائة و اربعون حرفا لا غير هى كل ما يلزمنى لاتواصل لاحكى عما يدور بخاطرى لا يجوز لى تجاوز الحد والا  سيمل الاخرون من عباراتى  - تخيلوا كام تويتة المفروض الواحد يعدى عليها فى اليوم - كتيررر لابد ان اكون ماهرة فى شحن احرفى بالبساطة و التشويق فى انتظار اللايك ، يااااااه احساس جميل جداا ان حد يعمل لايك على تغريدتك الان ابدا بالحكى ولا اكف عن الثرثرة .------------------------------------ تمر الايام بطيئة يشتكى منى اصدقائى فى العمل انى صرت قليلة الكلام انغلق على نفسى اكثر فاكثر لا اعرف ماذا اقول ارد فى محاولة يائسة منى لاتغلب حزنى و ضياع الاحرف منى "انا ابدا ما انا بتكلم اهو "يتبادلنا نظرات افهمها و اعود لصمتى من جديد------------------------------------------ 


فى الليل اجلس مع احرفى  اغرد " انت صرت لى الامل ، يوم زرعت الحب بقلبى "  ... فاطمة 

اوقع باسمى بعد حروفى و انا مبتهجة يباغتنى تعليق صديقتى " فينك ياااااااااه من زمان ما شوفناكيش بتكتبى حلو استمرى فين القصص بتاع زمان "  زمان !!!!! كم مر من الوقت يااه لا اتذكر اخر مرة جلست الى اوراقى اسر اليها باحرفى و اتبادل الحكى معها عام لا بل اكثر اعود لمدونتى افتش بين احرفها عن اخر مرة دونت فيها ما اسررتة لاوراقى  فتصعقنى الصدمة اكثر من خمسة اعوام لم اكتب حرفا - و انا التى كنت تلون الايام بالاحلام لا لايمكن ان اصمت على ان اكتب من جديد افتح الصفحة البيضاء امامى - صرت الان اسرع على الكيبورد - على ان اكتب يتحرك المؤشر امامى مع نبضات قلبى و تحتل عقلى سحابة بيضاء تتطاير فوقها الحروف و كأنها كتبت بالدخان احاول ان اتسمك بيها فتهرب مسرعة لكنى اصر على محاصرتها على ان اكتب 

"اليوم سبدأ قصة جديدة سأكسر فيها جدارن الاحرف لن ادع فقط 140 حرف يتحكمون بى ساطلق العنان لاحرفى و احررها من الاسر لن تتوقف حد سطور التغريدة ." ------------------- --------------------- فاطمة الزهراء محمد ٢٥ يونيو ٢٠١٣