امــــى
افتقد بشدة رغم مرور سنوات عدة على رحيلك حرصت الا اتابع عددها الا انى مازلت افتقدك كل يوم اكثر و اكثر
لكنى اليوم و على عكس كل اعياد الام السابقة التى تلت رحيلك عن دنيانا حيث كنت احرص على الاختفاء التام عن الحياه فى هذا اليوم حرصا منى حتى لا يرى اى شخص حزنى فى يوم هو فرحة للجميع على عكس ذلك قررت أن اكتب اليك و ان اشارك رسالتك فى الفضاء امل ان تصلك حيث انتى.
كنت اود ان ابدأ رسالتى كما يبدأها المغتربون عن اهلهم بالتعبير عن الاشواق - التى مازلت تقتلنى - لذويهم لكنى لن افعل بل سبدأها بأعراف اننى ادرك الان
أمى الحبيبه الآن ادرك
ادرك تمام الادراك انك كنت تدليلنى كثيرا على الرغم من انى كنت اشتكى دائما بأننى لم اتلقى التدليل الكافى و انا طفلتك الوحيدة و يجب أن ا حظى بالكثير من التدليل و الرعاية ، اعترف انى كنت مدللة لكنى لم ادرك انك استطعت ان تدليلنى دون افساد لشخصيتى
بأختصار لقد ربيتى امرأة كما كنت ترديد على مسامعى دائما أنت امرأة و هى نعمة فاحرصى على ان تكونى كذلك
مازلت اذكر ابسامتك حين سالتك ماذا يعنى كونى امرأة الا يعنى ان انال المزيد من التدليل ؟؟!! و انتى تجيبنى :
"بنعم تستحقين لكن المرأة هى التى تربى و لهذا عليك ان تتعلمى ان تعتمدى على نفسك لان زوجك و اولادك سيعتمدون عليك فى المقام الاول انتى المربى الحقيقى حتى مع حسن اختيارك لزوج يدرك اهمية المشاركة فى التربية الا انه يا بنيتى سترهقه الايام بحثا عن لقمة العيش ليكم و هو يتحميل الكثير فكما يتحمل عليكى ان تتحملى العبئ حين يتعب فكلاكما يجب ان يوفر السكن للاخر و عليكى ان تتعملى كلما نضج عقلك نضج قلبك فحافظى على ذلك دون ان يكون على حساب بيتك فأنت ام و التربيه مسئولية كبيرة لا يجب ان يضغطى عليها سعيك وراء مستقبلك المهنى و ادعو الله لك ان يرزقك بزوج يدرك اهمية عملك و تعليمك"
أمى الحبيبة الآن ادرك
ادرك تمام الادراك انك ما قسوتى علىّ إلا لتعلمينى كيف اعتمد على نفسى و ان تربى فى القدرة على التعايش بمفردى اذا ما اجبرتى الظروف على ذلك -- و كم كنتى محقة حين قلتى انا اعلمك حتى لا تحتاى احد فلا احد يدرى متى يتخلى عنه الاخرون فالكثيرون يرحلوا لكثير من الاسباب و انت تعلمت هذا الدرس حين رحلت عنك ا: ابه سميرة " مدرستك التى كنتى تحبينها بعد ان فتك بها المرض و جدك الذى دللك كثيرا الرحيل يأتى و عليك ان تسعدى له و انتى اعدتتنى لذك .
استطيع ان استمر فى سرد كل ذكرى مرت علي بعد رحيلك لكن دروسك لن تنتهى ، لكن تبقى فى القلب امنيه يا أمى
أمى لا اتمنى الا ان تستطعين رؤيتى الان فقط لاخبرك
شكرا امى لانك ربيتنى
فاطمة الزهراء محمد
٢١ مارس ٢٠١٥