لتكن بداية كتابتى فى عام٢٠١٦ عنك انت ... أمى
أمى رحمها الله امرأة لم تؤمن يوما بالعنف و الضرب كوسيلة من وسائل التربية ، و على الرغم من انها كانت تقول لى حين تغضب " أنا لو بضربك كنتى اتعلمتى " لكنها لم تفعل فأنا لا اتذكر انها ضربتنى لتعلمنى أو لمعاقبتى أو لاى سبب آخر إلامرتين فى حياتى منهم هذه المرة و لقد تعلمت درس رسخ فى ذاكرتى و سيظل حتى اموت. و اليكم القصة
أتذكر انى كنت فى المدرسة من المتفوقين وكان النظام التعليمى وقتها يسمح بنتقالى للصف الاعلى طالما استطيع متابعة الدروس و قد حدث ذلك بالفعل و انتقل الى الصف الاعلى و كنت اصغر من اقرانى الا انه لم يؤثر على مستوايا التعليمى فكنت من الاوائل و المدللة من مدرستى الاستاذه سميرة رحمها الله وكنت الطفلة الهادئة الصامتة القليلة التفاعل و الكلام مع من حولها و السبب كان الخجل اجل كنت شديدة الخجل و الانطوائية.
حين كنت فى الصف الثالت الابتدائى كان لى زميلة لم تكن صديقتى فى ذلك الحين فصداقتنا بدأت بعد تلك الحادثة فا زميلتى العزيزة وقتها اعتادت ان "تخطف" نعم تخطف الاكل منى :) لا اعرف لماذا لكن على الرغم من انها تملك الطاعم الا انها كانت تصر على خطف "سندوتشاتى" و ضربى على الرغم منن أنى لم اعترض على ان اعطيها، و يوما فاض بى الكيل فذهب لامى بعد المدرسة مباشرة كعادتى لاحكى لها ما حدث معى فى يومى و بدأت اشكو اليها ما فعلته زميلتى بى فإذا بإمى تصفعنى بالالم على وجهى و قد احمر وجها غضبا و أنا ابكى فى صمت و ذهول امى ضربتى لماذا ؟!!! وسانقل كلماتها كما اتذكرهم و كما حفروا فى رأسى :
- يعنى ايه تخطف منك الاكل غصب عنك و تسبيها يعنى لو حد جه سرق بيتك ها تسبية ؟ لو حد جه خطف ولادك ها تسبية لو حد سرق حقك ها تسبية ؟
* يا ماما ماهى اكبر منى فى السن و الحجم
- مش سبب كافى على شان تتنازلى عن حقك لازم تدافعى عن حقك و عن بيتك و عن بلدك حتى لو اللى بيعتدى عليكى اكبر منك او اقوى لازم تدافعى لاخر لحظة. انا مش ها اجى المدرسة ولا ها اشتكى ولا ها اديكى سندوتشات و بكره تيجى تقوليلى انك رجعتى حقك وخدتى سندوتشاتها زى ما عملت معاكى ما تاكليها بس عرفيها انك تقدرى تعملى زى ما بتعمل فيكى ، فاهمة ؟
* فاهمة، وقد كان ما رادت امى وتعلمت
أمى لقد تعلمت الدرس و تعلمت ان ادافع عن حقى وعن بيتى و عن من احب تعلمت ان لا اتنازل يوما طلما كنت ادافع عن الحق و ليس فقط عن بضع سندوتشات احملها فى حقيبتى المدرسية مغلفين بحبك كل صباح .
احبك يا امى
فاطمة الزهراء محمد
١/١/٢٠١٦