نى القناع الأول
يعلن المنبه ساعة الاستيقاظ يدق في إلحاح يطرق فوق رأسي بشدة آه كم أنا مرهقة وتعبه ، مازال على أن أنهض أتحرك وأدور مع هذا اليوم الجديد . يوم جديد أتى علي أن اذكر نفسي بأن أتنفس أتحرك يستمر المنبه في الدق مما يجبر قدمي على التحرك حتى أتمكن من غسيل وجهى.
قبل أن يستيقظ أحد أعود مباشرة إلى غرفتي بعد أن أزال الماء البارد بعض من النعاس – ليته يستطيع أن يغسل همومي أيضا- أغلق الباب خلفي بإحكام وأسرع بالاستعداد للخروج أدير مفتاح الإضاءة أشرع في وضع بعض من اللون الأبيض على وجهى فهو يزيل الإرهاق وخاصة أسفل العين ، آه العين يجب أن تكون واسعة بعض من اللون الأسود حولها يعطيها العمق المطلوب ثم بعض من اللون الوردى علي الوجنتين وأخير الابتسامة اللون الوردي مناسب للصباح فلا داعى للمبالغة فمازلنا في أول اليوم . أصبحت مستـعدة افتح الشباك ليدخل النور إلي الغرفة
· الفطار جاهز اصحي ياحبيبتى
· أتنفس بعمق ادير مقبض الباب صباح الخير ياماما
القناع الثانى
تعتصرنى الطرقات كل يوم عند ذهابى للعمل وتحملنى قدماى الى مكتب المدير تتسع ابتسامتى اكثر
· صباح الخير يافندم
· صباح الخير- هامسا – يا جميل
· صباح الخير – صوت زميلى ياتى من خلفى يصل متأخرا كالعادة –
· صباح الخير – ينظر المدير فى ساعته العتيقة – انت عارف الساعة كام دلوقت يا استاذ
· اسف يا فندم الموصلات حضرتك عارف
· عارف ايه بس امال يعنى زملاءك بيجوا ازاى – ينظر الى وهو يوجه حديثه لزميلى استأذن وتتحرك قدماى فى طريقها المعتاد إلى مكتبى – اتفضلى حضرتك وبعدين انت ك....
تضيع الكلمات فى الهواء وانا اسرع بالأبتعاد القى بتحية الصباح كالمعتاد واتجه من فورى الى المكتب وكالعادة يدب النشاط فى الصباح وسرعان ما تصتف اكواب الشاى على المكاتب بجوار السندوتشات والأوراق والكلام الذى لايبدو انه ينتهى فى نسيج عجيب تتحرك فيه كل الأفواه يتكون من الكلام والأكل والعمل وبعض الأوراق البعثره هنا وهناك المهم ان الأفواه لا تغلق تترتفع الحرارة تدريجيا مع اقتراب وقت الظهيرة تتجمع قطرات العرق على جبهتى وحول فمى فاسرع لاصلح ما افسده الوقت وازيد من اللون الأحمر لتتسع ابتسامتى اكثر فاكثر .
ستمر بعد الحركات هنا وهناك لكن سرعان ما يهدأ كل شى فجاءة ولاتسمع اى صوت عدا صوت المراوح الضخمة التى تحاول بلا كلل ان تحارب الحرارة الندفعة من الخارج دون جدوى حتى يحين موعد انصراف ويقل الحر تدريجيا.
القناع الثالث
اسرع بالعودة الى غرفتى احاول ان انال قسط من الراحة وسط الحركة الشديدة التى تسود المنزل من الصباح فاليوم غير عادى اليوم ياتى العريس المنتظر مازلت اتذكر وجه امى عندما علمت بالخبر وكيف انها اعدت العدة لكى شىء حتى النصائحكونى بسيط غير متكلفة
هادئة لكن مرحة طبعا فلابد ان احوذ على القبول
هو حد لاقى عرسان اليومين دول وبعدين ده عريس لقطة –
كانت هذه هى الكلمات التى تردد على اذنى من يوم ان عرفت موعد القدوم وكان على ان ارضخ حتى مع فارق السن لكن لا يهم المال يضفى الكثير من الشباب على الوجه ثم كيف لمثلى ان تختار وقد قارب القطار ان يغادر المحطة دون عوده فانا اقترب من نهايه العمر – عمر الزواج طبعا –
تعلن الساعة السادسة مساء وتدق بعنف لكى استيقظ من النوم واستعد لكن فى هذه المره يصاحبها طرق امى على الباب بشدة وهى تتذمر من اصرارى على الذهاب للعمل فى يوم كهذا وما كانت لتدعنى لولا انى تذرعت بنفاذ اجازاتى وانى لا استطيع ان اتغيب دون ان يخصم اجرى وهذا ما لانستطيع تحمله قمن يدرى ربما لا يكتمل العرس فلما نخسر الراتب ايضا.
القناع الأخير
جاءت موافقة العريس وجلس الجميع يعدون العدة للفرح والمشتريات والمدعون وفى وسط الأحداث الجارية جاء السؤال على لسان ابى
مش انتى موافقة يابنتى وتردد فى الغرفة صدى الصمت.