اسمحولى المرة دى كمان اقدم البوست ده لزميل لنا صاحب مدونة انا مش معاهم، و السبب لانى كنت بقراء اخر بوست له بعنوان " اعراض أكتئاب واضحة" و تذكر ان ده حال كتير منا بنمر بللحظات دى من كتر المشاكل سؤاء اللى بنعيش فيها أو من اللى بنشوفة حولينا من حال الحبيبة مصر بلدنا واحوال الناس بشكل عام،
صديقنا العزيز محمود الاستسلام للاكتئاب ليس هو الحل، انا كتبت الخاطرة دى فى فترة كنت حزينة فيها وبدل ما يطلع حزنى طلعت الخاطرة بالشكل ده، يارب تعجبكوا واسفة انى طولت عليكوا.
صانع السعادة
دق جرس المنبه يعلن الساعة السادسة صباحا ، مد يده متكاسلا ليغلق المنبه لم يستطيع فتح عينية – ياله من صباح كئيب – قال محدثا نفسه وهو يحاول أن يدفع جسده المنهك لينهض من سريره حتى يتوجه إلى عمله ، اصابته هذه الفكرة بكآبة اكبر واكثر- عمله- الآن سيتحتم عليه ان ياخذ حماما ويكوى ملابسه ويرتديها وينزل إلى الشارع مصارعا فى الموصلات ليصل و يجلس إلى مكتبه يتصفح نفس الأوراق وينظر إلى نفس الوجوه وربما يتحدث نفس الكلام الذى يكرر على مسامعه كل يوم عن المشاكل التى يواجها الجميع من جفاف الدخل ،غلاء الأسعار ، الدروس إزدحام الموصلات .....الخ زادت الأفكار المندفعة إلى راسة من احباطه وكسله إلى ان اعلنت ساعة المنزل الساعة السابعة فدفع بنفسة لينهض من سريره متذكرا ما سيناله من توبيخ من الكلام المختار بعناية فائقة من القاموس اللغوى من مديره بسبب تأخره، غسل وجه على عجل.
وقال محدثا نفسة فى المرآة لايهم قليل من السعادة يصلح اليوم كله ويتحول الى يوم رائع خالى من المشاكل ادخلت هذه الفكر الانتعاش الى قلبه فتحرك بنشاط مرتديا ملابسه واتجة الى الكمودينو المجاور لسريره ليتناول حبة السعادة .
لكن ما إن امسك بالزجاجة حتى انتفض من هول الصدمة فالزجاجة كانت فارغة . تسمر مكانه محدقا فى الزجاجة الفارغة لايدرى ما يفعل ايقظته دقات الساعة معلنه الثامنة.
لم يجد مفر من التحرك حتى يستطيع اللحاق بعمله لكنه ظل شارد الذهن لدرجة انه لم يستمع الى زملائة وهم يلقون علية تحية الصباح ولا الى صوت مديرة العالى موبخا له كل ما كان يفكر به هو المصيبة التى حلت عليه وكيف سيعيش الآن بعد ان نفذت حبوب سعادتة .
تكوم على مكتبة ودفن راسة بين يديه حاول ان يفيق من هذا الكابوس المزعج لكن بلا فائدة ظل الواقع يضحك علية فى كل مرة يحاول ان يهرب فيها من الحقيقة .
انتفض على يد زميلة وهو يهزه من كتفية يحاول اطمئنان عليه ، اخبره عن نفاذ حبوب السعادة الخاصة به . حزن زميله كثيرا على ما اصابه لكن حزنه لم يكن كافيا لدرجة تدفعة الى اقرضه احدى حبوب السعاده الخاصة بة وابتعد عنة معتذرا مذكرا له انة لايوجد بديل فمنذ ان وزعت حبوب السعادة عليهم لكى تساعدهم على التمتع ببعض من السعادة وهم يعلمون انه لا بديل لها الا تعرف هكذا قال زميله نعم يعرف ،يعرف انة لم يكن من المفترض ان يستهلك كل حبوب السعادة وأنها من المفترض ان تكفية العمر كله وان المصنع لن يعطية المزيد.
المصنع قفزت هذه الفكرة الى ذهنة فا ندفع مسرعا الى الخارج غير عابىء بما سيحدث له، انطلق فى الشارع محاولا تذكر الطريق الى مصنع السعادة .
سيفعل اى شى ليحصل على المزيد من الحبوب نعم اى شىء فى مقابل السعادة
سيقدم كل ما يملك من مال
لابد وانة سيصادف من يبقل ان ياخذ فهم موجودين فى حياتنا يتسلقون على دمائنا فى كل عمل او مصلحة فلما لايوجد مثلهم فى مصنع السعادة واذا لم يوجد؟؟
ماذا سيفعل اى شىء نعم اىشىء من اجل سعادتة
بالعنف اذا كان الأمر ضروريا العنف ؟!
هل وصل الأمر به الى هذه الدرجة هل يمكن ان يجد السعادة بعدها حقا؟ القى هذه الأفكار عن ذهنة ومضى ليبحث عن السعادة .
فى طريقة ساءل العديد من الناس لكن بلافائدة فلا احد يتذكر.
اين يقع المصنع بل ان بعضهم لم يعرف عما يتكلم اصلا . لكنه لم يستسلم ظل يبحث وهالة اعداد الناس التى تبحث عن ساعدتها ولا تجد السيبل لذلك .
واخير وفى منطقة نائية كانت اليافطة الصغيرة القديمة معلقة دون ان يلتفت اليها احد كتب عليها مصنع السعادة كان المكان مغلقا غطى العنكبوت جدرانه وملء التراب هوائه تلفت حولة عن اى شخص يسالة لكنة لم يجد احد؟!! لااحد يدفع الية المال اوياخذة منه السعادة بالقوة فقط لااحد.
و فى ثورة غضبه اندفع نحو سور المصنع محاولا تخطية فما كان الا ان سقط على الجانب الاخر و سط العديد من الصناديق القديمة التى انهالت عليه و شلت حركته، ضل يصرخ طالبا النجدة لكن بلا مجيب.
مر شريط حياته امام عينيه و تذكر ابيه الراحل بابتسامته العذبة و كيف كان سعيد على الرغم من أعبائة التى لا تنتهى، كان كلما يسالة عن سر سعادتة يجيب،" الحمد لله يابنى ، لازم تتعلم تسعد نفسك ، الدنيا فيها مشاكل كتيروما بتخلصش ، ده ربنا قال
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ }البلد4
يعنى ده سنه الحياه ولازم تستمر
نعم عليه ان يكافح لابد ان لا يستسلم . فدفع بنفسة محاولا الخروج من مكانه وزاده نشاط ذلكك الصوت الآتى من بعيد مد يده محاولا الوصول لمصدر الصوت، فكان المنبه يعلن الساعة السادسة فعلت شفتيه ابتسامه- ياله من صباح جميل- اعتقد اننى لن احتاج الى حبوب السعادة اليوم قالها وهو ينظر الى صورة العجوز المبتسم التى تقبع بجوار فراشة.