أنا موظف منحوس....لا بل أنا انسان منحوس. منذ طفولتى و فى أيام شبابى لم أصادف هذا الذى يقولون عنه الحظ. و منذ أن بدأت ملاحظة مدى الصعوبة فى أن اخطو خطوة دون أن يصافحنى النحس فيها و أنا أدون مذكراتى لعلى اجد السبب فى ملازمة النحس لى. و الآن دعونى اروى لكم حكايتى مع الحاتى
أنا انسان يحب اللحم كثيراو لطالما تمنيت أن اغرق فى اكلها ليل نهار حتى أروى اشتياقى اليها و اعذرونى فى هذا فليس الامر بيدى فقلد كان و الدى يعيش على قوت يومة - ارزوقى يعنى- و لم تكن امى تعد اللحم كثيرا و خاصة مع كثرة اخوتى،ى و هكذا مضت بنا الايام. أما الآن و بعد أن صرت موظف لدى الحكومة ورغم ضياع راتبى منذ أن اقبضة على سداد الديون من إيجار بيتى و الجمعية و النور و الماء و الموصلات بالطبع... الخ، أعيش بالباقى و لطالما تمنيت لنفسى أن آكل من عند الحاتى اكلة كباب و كفته و طرب و على هذا انتظرت العلاوة التى تحنوا علينا بها الجهات المسئولة و تجاهلت ارتفاع الاسعار الذى يسبق العلاوة و اتخذت خطوة ايجابية و ذهبت اخيرا الى الحاتى
و كان كثيرون يحيطون المنطقة التى سكن فيها فا نتقيت و احدا بدا لى محله نظيفا و دفعت له لنقود و انتظرت حتى يعد لى المطلوب ... بدأت الرائحة تتصاعد و تداعب رأسى الضعيف و على ما اذكرفلقد بدأت اتمايل مع مروحته ممنيا نفسى بما ساحصل عليه من متعة حينما ينتهى و ها هو ذا اوشك على الانتهاء فاخدت منه اللفة و سرت فى طريقى اتلذذ من الرائحة و اعد نفسى بأكلة هانئة مع الخبز و السلاطات و الطحينة ...آه هنا فقط تذكرت - وياليتنى لم أتذكر- انه نسى أن يضع لى الطحينة فأبيت الا اكل بدونها و عليه قررت العودة اليه مطالبا اياه بها و إذا بى المح أضواء حمراء و اسمع الاصوات المميزة لسيلرلت الشرطة ... نعم كانت الشرطة تقبض على الرجل و السبب تسألت؟!! انه كان يصنع الكباب من لحم القطط و الكلاب و التى بدأ عددها يتناقص مؤخرا من المنطقة فا انتفضت و كأن عقرب لدغنى و اسقط الكباب من يدى و عدت الى منزلى اجر حسرتى معى منكس الرأس. و فجأة تنبهت الى أن الشارع يبدو مختلفا اممم بالتاكيد يبدوا مختلفا فانا لم اكن اسير من هنا فى المرة السابقة. آه يا الهى لقد اخطات الطريق و أنا عائد لاحضار سلاطة الطحينة، و ها هو ذا يلوح من بعيد الحاتى الذى اشتريت منه و كان يقول " الاخلاق و الضمير ولا حاجة غيرهم عندنا" كان هذا بعد أن علم بحادثة جاره الحاتى الغشاش فاسرعت بالعودة الى حيث سقط منى الكباب لكن هيهات فلقد انقضت عليه القطط و الكلاب الهاربة من يد الحاتى اياه . و هكذا عدت لاقضى ليلتى مع الجبنة و الزيتون
اترى ياسيدى كم انا منحوس؟ على ايه حال من يدرى سوف اعيش كلى امل ان يصادفنى الحظ و لو لمرة واحدة
ملحوظة: كان هذا منذ امد بعيد قبل انتشار انفلونزا الخنازير
فاطمة الزهراء محمد
يناير 2000