أربعينية:
"ارتدى ما يناسب سنك".... هكذا جاء كلام أحدهم على موقع صراحة وبقدر ما فاجأنى الرد إلا أنه دفعنى للتساؤل كيف لامرأة أربعينه أن تردى ؟ فحقيقة الأمر أني لم أبلغ الأربعين من قبل لأعرف ماذا علي أن أفعل كل.. ما أعرفه عن الأربعين أنها سن مختلف أكثر هدوءا وإن لم يكن أكثر تعقلا فأنا أحب الحياة و الحب والمغامرة وهناك قائمة طويلة من الأمنيات الى أضعها على قائمتى و أسعى لتحقيقيها .. بعضها خاص بالعمل والبعض بالحب والآخر بالحياة.
جلست أتأمل الجملة وصرت أرددها على مسامعى " ارتدى ما يناسب سنك" ... سنى؟! كلمة لها أسنان باستطاعتها نهش أيامك إذا ما استسلمت لدائرة اليأس التى تحيط بأمراة مثلى لم تتزوج بعد يطلق عليها المجتمع لقب " عانس" ويمنعها حقها فى الحياة الطبيعية فكيف لمثلى أن ترغب فى الزواج و الحب؟! وكيف لمثلى أن تحب الحياة ؟! أنا الآن فى الأربعين على أن اجمع أيامى وأختفى تماما فى انتظار الموت.
الموت!!! حقا؟! أجد انتظار الموت أمرا غريبا جدا فكيف تنتظر من يصاحبك فى كل يوم فى رحلتك حتى اللحظة التى تغادر فيها الحياة ؟ أأنتظر مقيما معى فى؟! ثم إذا كان على حقا أن أنتظره ما عسانى أفعل فى ذلك الوقت؟ أقبع فى نافذتى أرتقب المارة أم اصحو للذهاب للعمل ثم أعود فأعد بعض الطعام وأنام قليلا -مجهدة أنا - ثم أستيقظ لأشاهد التلفاز أو أعود للنافذة مرة اخرى وأتابع المارة فى طريقهم للحياة، وهكذا تقضى الحياة يوما بعد يوم حتى يطرق الموت بابى فأخرج من الحياة كما دخلت اليها "صفرا" .... حقا اهذا ما تريدون منى فعله؟
أشعر بغرابة شديدة ناحية هذا المنطق وأجدنى أستغرب أكثر لأن الأربعين كانت سن التكليف لأغلب الأنبياء و المرسلين . الأربعين هى السن الذهبية عندها يعطى الله السر ليحمله النبى ليسعى لنشره . ليس العشرين فى عنفوان الشباب ولا حتى الثلاثين بل الأربعين حينما تصل إلى النضج والتشبع بالحياه وإدراك قيمتها عندها فقط يمكنك أن تحمل الرسالة ، عندها فقط تقدر معنى الامانة، عندها فقط تدرك الحياة.
"ارتدى مايناسب سنك" عجيب أمر هذه الجملة خاصة إذا صدرت من مجتمع يحقد على المجتمعات الغربية حين يطالع أسلوب حياتهم ويمصمص شفتيه ويردد فى أسى وحزن "يابختهم عايشين حياتهم" عايشين حياتهم!!! ولما لانحيا نحن لماذا نكتفى بالنظر فقط الى الاخرين دون السعى للحياة حين نتنفس؟!!!
كلا لن أستلم لهذا المنطق أو ذلك الروتين وأعلنها دون مواربة... أنا أربعينه أختار الحياة، أختار أن ألون ملابسى بألوانها المبهجة ، أختار أن أعمل أن أعطى أن أتمتع بكل ما أعطاه الله لى من حياة وأهبه لكل من حولى حتى لا أخرج من الحياة صفرا
#تحدي_365_يوم_كتابة
اليوم 15
No comments:
Post a Comment